في قراءة سياسية جريئة، أكد المفكر السياسي والمحامي بالنقض عاصم قطب الوزير أن المشهد الذي جرى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الولايات المتحدة لم يكن وليد الصدفة، بل مقصود وله دلالاته العميقة في ميزان العلاقات الدولية.
وأوضح الوزير خلال لقائه مع الإعلامي مصعب العباسي في برنامج «علامة استفهام»، أن العالم بات يشهد لحظات حرج متكررة تطال زعماءه أمام شعوبهم، مشيرًا إلى أن ما حدث للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من وقوف في الشارع انتظارًا لمرور الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، هو صورة من صور هذا الإحراج المتعمد.
وأضاف أن تكرار المشهد مع أردوغان يضع الأمر في إطار مقصود، وليس مجرد تصادف بروتوكولي، مؤكدًا أن هذه المواقف تكشف عن رسائل غير مباشرة تُوجهها بعض القوى الكبرى لإضعاف مكانة قادة بعينهم أمام الداخل والخارج.
ولفت الوزير إلى أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كان أكثر القادة حرصًا ووعيًا بتوقع مثل هذه السيناريوهات، حيث سبق أن حذّر من محاولات تقليل هيبة بعض الرؤساء على الأراضي الأمريكية، وهو ما دفعه دائمًا إلى التعامل مع مثل هذه الملفات بحذر استراتيجي يراعي مكانة مصر وصورتها أمام العالم.
وفي هذا السياق، قارن الوزير بين أسلوب السيسي القائم على الانضباط الدبلوماسي والتخطيط المسبق لكل تحرك خارجي بما يضمن الحفاظ على هيبة الدولة، وبين أسلوب أردوغان الذي يسعى لإظهار نفسه كزعيم شعبي في الميادين العامة، الأمر الذي يوقعه أحيانًا في مواقف محرجة يتم استغلالها سياسيًا لإرسال رسائل تقليل من مكانته الدولية.
كما تطرق الوزير إلى أن المشهد لا ينفصل عن التحولات السياسية الجارية في العالم، ومن بينها اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية، وهو ما اعتبره خطوة بالغة الأهمية سيكون لها انعكاسات مباشرة على مواقف قادة آخرين، ومنهم أردوغان، الذي يحاول منذ سنوات تثبيت حضوره كزعيم إقليمي مؤثر.
وختم الوزير بأن مثل هذه الرسائل المقصودة قد تبدو عابرة في ظاهرها، لكنها تحمل أبعادًا استراتيجية تعكس موازين القوة في النظام الدولي الجديد.
تعليقات
إرسال تعليق