مع اقتراب انتخابات مجلس النواب، يعلو صوت الشباب في كل ربوع مصر، مطالبين بحق مشروع في التمكين السياسي، وموجّهين مناشدة صريحة إلى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائد مسيرة الإصلاح وباني الجمهورية الجديدة، بأن يقف بجانبهم في معركتهم العادلة ضد سطوة المال وسطوة العائلات وظاهرة التوريث النيابي.
لقد تحولت المشاركة السياسية بالنسبة إلى جيل كامل من الشباب إلى حلم مؤجَّل، بعدما أُقصي معظمهم عن الساحة الانتخابية بفعل واقع يفرض على المنافسة منطق القوة المالية والنفوذ العائلي لا الكفاءة ولا القدرة على خدمة الناس.
المال والنفوذ.. مقصلة الطموح
في عدد واسع من الدوائر، صارت النتائج محسومة قبل أن تبدأ: من يملك الملايين هو الأقرب للمقعد، ومن ينتمي إلى عائلة متوارثة للنيابة هو صاحب الحظ الأوفر، بينما الكفاءات الشابة تُقصى مهما حملت من أفكار ورؤى.
أحد المرشحين الشباب قال لنا بصوت يملؤه القهر:
نحن لا نملك المال لننافس، لكن نملك فكرًا وضميرًا. ومع ذلك، يتم إقصاؤنا لأننا لا ننتمي لعائلات ورثت المقاعد كما تورث العقارات والأموال."
التوريث النيابي.. خطر على الديمقراطية
ظاهرة التوريث النيابي لم تعد مجرد استثناء، بل تحولت إلى ثقافة مدمّرة في بعض الدوائر، حيث تنتقل المقاعد بين أفراد العائلة الواحدة، كأنها ميراث لا مسؤولية وطنية.
والنتيجة: نواب بلا برامج، بلا رؤية، بلا تواصل مع الناس. برلمان بلا روح ولا تجديد.
رسالة إلى الرئيس
فخامة الرئيس، لقد آمنتم بالشباب حين أطلقتم مؤتمراتهم الوطنية، وأنشأتم الأكاديمية الوطنية للتدريب، وفتحتم أمامهم أبواب التثقيف والوعي. واليوم، ينتظر هؤلاء الشباب منكم خطوة جديدة: فتح أبواب التمكين السياسي الحقيقي.
نحن لا نطلب مجاملة، ولا نبحث عن مناصب، بل عن عدالة في الفرص، ومنافسة شريفة لا تتحكم فيها المليارات ولا روابط الدم، بل تتحكم فيها الكفاءة وحب الوطن.
إن مصر التي تحلمون بها وتبنونها، لن تكتمل إلا بشباب في مواقع التشريع والرقابة، شباب يحمل هموم الناس، لا مصالحه الخاصة.
التمكين.. معركة المستقبل
التاريخ لا يُصنع بالمتفرجين، بل بالفاعلين. ومصر القوية التي نراها في الجمهورية الجديدة، لا بد أن تُكتب سطورها بيد شباب واعٍ، مؤمن، وجريء، يملك من الطموح ما يكفي لبناء الغد.
إنها مناشدة وطنية صادقة:
انصروا شباب مصر في معركة التمكين السياسي، فبهم تُبنى العدالة، وبهم تُصان الديمقراطية، وبهم يعلو الوطن.
تعليقات
إرسال تعليق