حاتم الساوي… رجل إمبابة الذي صنع الفارق دون منصب!

حاتم الساوي… رجل إمبابة الذي صنع الفارق دون منصب!
حاتم الساوي… رجل إمبابة الذي صنع الفارق دون منصب!


في قلب إمبابة، حيث تختلط البساطة بالأصالة ويُقاس الرجال بما يتركونه من أثر، يبرز اسم حاتم الساوي، أو كما يلقّبه الأهالي: “تريند إمبابة” و“نائب إمبابة الشعبي”. رجل المواقف الذي لم ينتظر منصبًا ليخدم ناسه، ولم يبحث عن لقب بقدر ما بحث عن أثر حقيقي في حياة المواطنين.


على مدار سنوات، قدّم الساوي سلسلة من المبادرات الخدمية والإنسانية التي لامست احتياجات أهالي إمبابة بشكل مباشر. من أبرزها مبادرات “رمضان يجمعنا” و“رمضان كريم”، حيث وفّر السلع الغذائية بأسعار مناسبة وقت الأزمات، ومنها توفير كيلو السكر بـ25 جنيهًا فقط عندما وصل سعره في الأسواق إلى 100 جنيه، إلى جانب الزيت والمكرونة وغيرها. كما أطلق حملات لدعم الشباب وتوفير فرص عمل حقيقية، وقدم مبادرات لمحو الأمية وإعادة دمج غير المتعلمين في سوق العمل، واهتم برعاية الأيتام ودعم الأسر الأكثر احتياجًا، إضافة إلى مساهمته في تغطية عمليات طبية لأطفال في إمبابة مصابين بالشفة الأرنبية، وتطوير عدد من شوارع ومناطق الحي المهمّشة.


هذه التحركات صنعت له مكانة خاصة وجعلته حاضرًا في كل بيت، ورجلًا يحظى بثقة الناس لأنه — ببساطة — يخدم دون انتظار مقابل. وبرغم عدم توليه أي منصب رسمي، نجح الساوي في بناء شبكة علاقات قوية مع المجتمع المدني وبعض الجهات التنفيذية، إلى جانب مجموعة كبيرة من الشباب المتطوع، فأصبح نموذجًا للرجل الذي يمارس السياسة من باب الخدمة لا من باب الكرسي، حتى أن كثيرًا من الأهالي يؤكدون أن دوره يفوق أحيانًا دور مسؤولين رسميين.


ومع اقتراب انتخابات مجلس النواب 2025، كان المزاج العام في إمبابة يتوقع ترشح حاتم الساوي بقوة، إلا أن المفاجأة كانت في عدم ترشحه رغم شعبيته الكبيرة، ما فتح باب التساؤلات حول سبب القرار: هل هو احترام لمعادلات انتخابية معقدة؟ أم تقدير لظروف لا تخدم مشروعه؟ أم رغبة في التأكيد أن الخدمة ليست مرتبطة بالمقعد النيابي؟ أم أن لديه رؤية أوسع للمرحلة القادمة؟ ورغم غيابه عن الترشح، يبقى السؤال حاضرًا في الشارع: هل يعود الساوي إلى المشهد السياسي قريبًا؟


ولم تتوقف رؤيته عند العمل الميداني فقط؛ فقد قدّم خلال استضافته في برنامج “قلوب مصرية” مع الإعلامي محمود عوض طرحًا شاملًا لمشكلات إمبابة، متحدثًا عن معاناة الأهالي من ارتفاع الأسعار، وأزمة مقالب القمامة وانتشار الكلاب الضالة، والحاجة إلى تطوير مجمّع المستشفيات وتشديد الرقابة عليه، وإنشاء مدارس جديدة للحد من كثافة الفصول، وإيجاد مشروع نقل جماعي من منطقة البصراوي، ووضع حلول للباعة الجائلين عبر إنشاء سوق حضاري وتقنين أوضاعهم، وتقديم مشروعات لتشغيل الشباب، بالإضافة إلى خطة مدروسة لمواجهة مشكلة الإدمان، ومطالبته بوجود شهر عقاري جديد في أرض المطار. وهي كلها أفكار تعكس رؤية واسعة لرجل يعيش بين الناس ويعرف احتياجاتهم الحقيقية.


ختامًا، سواء ترشح الساوي أم لا، يظل حضور اسمه قويًا، فالناس — خاصة في إمبابة — لا ينسون من وقف إلى جانبهم في الشدة. وفي زمن تتغير فيه الوجوه سريعًا، يبقى حاتم الساوي واحدًا من القلائل الذين صنعوا مكانتهم بالعمل الحقيقي. ويبقى السؤال مفتوحًا: هل نراه في البرلمان عام 2030؟ أم يواصل خدمته من خارج الكواليس كما اعتاد دائمًا؟

تعليقات