نقدّم لكم هذا المقال التحليلي المميز للكاتب جمال مختار، والذي نُشر في جريدة ديلي برس مصر، لما يحمله من رؤية عميقة ومقارنة تاريخية جريئة بين حضارة صنعت الحياة، وأخرى صدّرت أدوات الفناء.
يسلّط المقال الضوء على المفارقة بين حضارةٍ إسلامية امتدّ إشعاعها من المدينة المنوّرة حتى حدود الصين والأطلسي والهند، ناشرةً العلم والعدل والتسامح قرابة تسعمائة عام، وبين حضاراتٍ ادّعت التقدم بينما كانت تنتج الأسلحة الأكثر فتكًا في تاريخ البشرية.
يرسم الكاتب في بداية حديثه مشهدًا رمزيًا لمعركة بين الحقيقة والزيف؛ بين صور تُصدَّر لشعوبنا تصفهم بالرجعية والهمجية، بينما التاريخ يشهد بأن المسلمين عندما حكموا، نشروا العلم والترجمة والفلسفة والفنون، وعندما حُكموا، استُقبلوا بالبارود والقنابل.
ويستعرض المقال أبرز ملامح القوة العسكرية الإسلامية، والتي لم تتجاوز السيوف والرماح والأقواس والمنجنيق، وحتى ظهور البارود ظلّ الاستخدام محدودًا، بينما ظل التفوق الحقيقي في الإدارة والعدل وبناء الإنسان لا في صناعة الدمار.
وفي المقابل، يذكّر الكاتب بأن الغرب هو من صنع القنابل النووية والهيدروجينية والذرية والعنقودية والفسفورية… أسلحة تبيد ملايين البشر في لحظات، ثم يعود هذا الغرب نفسه ليتهم الشرق بالعدوانية!
ليطرح جمال مختار تساؤلاً صادمًا وبليغًا:
> قارن عدد القنابل التي تحمل أعلامهم بعدد ما يحمل أعلامنا… وستعرف الحقيقة.
ويختتم مقاله بعبارة ساخرة تحمل مرارة الواقع:
“سلامًا على عالم يعج بالـ TNT… وهذه طبعًا سخرية الأقاويل أيها السادة.”


تعليقات
إرسال تعليق